لقد ولدت في حملي الأول ولادة قيصرية - وأنا حامل ثانية وأتساءل ما هي فرصتي في الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية - وهل هناك خطورة من الولادة الطبيعية بعد قيصرية؟
حتى وقت قريب كانت القواعد الطبية تقول : " إن ولدتِ قيصرياً مرة فسوف تلدين قيصرياً في كل مرة " .. وهو ما كان شائعاً في طب التوليد أو على الأحرى في ارحام النساء اللاتي ولدن قيصرياً - لكن الآن أصبح من المعروف أنه ليس ضرورياً بالنسبة لمعظم النساء أن يلدن قيصرياً في كل مرة وأن الأمر يستحق حقاً تجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية - على الأقل في ظل الظروف المناسبة.
فقد أثبتت التجارب أن 60% من النساء اللاتي ولدن قيصرياً بإمكانهن الولادة طبيعياً في الولادات التالية - حتى النساء اللاتي ولدن قيصرياً أكثر من مرة أو يحملن تواءم لديهن فرصة جيدة في الولادة طبيعياً - مادامت جميع الاحتياطات الصحية مأخوذة في الاعتبار.
تشخيص قدرة الحامل على الولادة الطبيعية بعد القيصرية
وقدرتك على تجربة الولادة الطبيعية بعد عملية الولادة القيصرية تعتمد على نوع شق الرحم الذي أحدث في ولادتك القيصرية السابقة والسبب الذي جعلك تلدين ولادة قيصرية - فإن كان شق الرحم الذي أحدث لك مستعرضاً منخفضاً (عبر الجزء السفلي من الرحم) وهو الإجراء الجراحي الذي تخوضه 95% من النساء اليوم - فإن احتمالات مقدرتك على تجربة ولادة طبيعية بعد القيصرية جيدة.
أما إن كان الشق الذي أحدث لك في العملية القيصرية راسياً تقليدياً (اسفل منتصف رحمك) - والذي كان شائعاً في الماضي ومازال الأطباء يضطرون لاستخدامه في بعض الأحيان - فلن تستطيعي على الأرجح خوض ولادة طبيعية بعد القيصرية بسبب خطر انفجار الرحم.
أما إن كان السبب في ولادتك قيصرياً غير وارد التكرار (وجود خطر على الجنين - انفصال مبكر للمشيمة - وضع خاطئ للمشيمة - عدوى - تشنج مبكر أثناء الجمل أو الوضع أو ارتعاج مبكر) فالاحتمال كبير أن باستطاعتك تجربة الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية.
وإن كان السبب أحد الأمراض المزمنة (مرض السكر - ارتفاع ضغط الدم - مرض القلب) أو مشكلة غير قابلة للعلاج (حوض متقلص أو ضيق بشدة على سبيل المثال) فسوف تلدين في الغالب ولادة قيصرية مرة أخرى.
ولا تعتمدي على ذاكرتك فيما يتعلق بنوع شق الرحم الذي أحدثه الطبيب لك في العملية القيصرية - أو السبب الذي جعلك تلدين قيصريا في المرة السابقة - وراجعي أو اطلبي من طبيبك مراجعة التقرير الطبي الخاص بولادتك القيصرية السابقة.
خطورة الولادة الطبيعية بعد القيصرية
دراسة حديثة تكشف عن خطورة إجراء ولادة طبيعية بعد ولادة قيصرية سابقة - ولديها إحصائية تقول باحتمال انفجار الرحم وظهور مضاعفات.
وإن كنتِ ترغبين بشدة في الولادة طبيعياً هذه المرة ولا يوجد ما يعارض ذلك في تاريخك الطبي أو الولادي - ناقشي هذا الأمر مع طبيبك الآن - ويستحسن ايضاً مناقشة طبيبك ومعرفة رأيه بخصوص دراسة حديثة جعلت الأطباء يعاودون تأييد الولادة القيصرية المتكررة مرة أخرى .. وتتضمن هذه الدراسة بعض الأطباء الذين كانوا قد شجعوا الولادة الطبيعية بعد القيصرية في الماضي والآن يعيدون النظر في هذا الأمر ثانية - فقد كشفت الدراسة عن ارتفاع خطر انفجار الرحم والمضاعفات الأخرى بين النساء اللاتي ولدن طبيعياً بعد الولادة القيصرية - فـ يصل هذا الارتفاع إلى ثلاثة اضعاف حينما يكون المخاض طبيعياً - وخمسة أضعاف حينما يتم إحداثه دون استخدام البروستجلاندين (مادة تستخدم لانقباض عنق الرحم) - وخمسة عشر ضعفاً حينما يتم إحداثه باستخدام البروستجلاندين.
ومع ذلك فإن الخطر النسبي لمثل هذه المضاعفات أثناء الولادة الطبيعية بعد القيصرية - على الرغم من أنه مرتفع من الناحية الإحصائية - منخفض نحو خمسة من بين كل 1000 سيدة مررن بمخاض طبيعي - ونحو 24 من كل 1000 سيدة استخدم معها البروستجلاندين لإحداث المخاض .. وبعض النساء ساستنتج من مناقشتها مع طبيبها أن الفوائد التي ستجنيها من تجنب ولادة قيصرية لا تستحق أن تجابه الخطر الزائد لمخاض الولادة الطبيعية التالية للولادة القيصرية - والبعض الآخر سعتقد انها تستحق وخاصة إن تم حصر المشكلات المحتملة بتجنب إحداث المخاض.
تعزيز احتمالات نجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية
ولتعزيز احتمالات نجاح ولادتك الطبيعية التالية للولادة القيصرية - ستحتاجين إلى إيجاد طبيب يدعم قرارك هذا - ولكن دورك في ضمان ولادة طبيعية آمنة على قدر كبير من الأهمية - فيجب عليك :
- التأكد من أن طبيبك السابق لديه تقارير مفصلة عن ولادتك القيصرية السابقة.
- جمع المعلومات - تعلمي كل شـئ تستطيعينه عن الولادة الطبيعية التالية للقيصرية - بما في ذلك الاختيارات المتاحة أمامك - وتستطيعين الحصول على هذه المعلومات من مؤسسات الصحة - مؤسسات الولادة -- و/أو طبيبك.
- خذي دروساً تعليمية عن الولادة وخذيها على محمل الجد - حتى تخوضي فترة المخاض بنجاح وتقللي بقدر الإمكان من الضغط الواقع على جسدك.
- خططي للولادة في مستشفى مجهزة بالكامل للولادات القيصرية العاجلة والمفاجئة.
- اطلبي من طبيبك تجنب استخدام البروستجلاندين أو ايه محفزات هرمونية أخرى لإحداث المخاض - إن كان ذلك ممكناً - وضعي في اعتبارك أنه لو اضطر طبيبك أن يحدث المخاض في النهاية فإنه قد يأبى الموافقة على ولادة طبيعية تالية للثيصرية من أجل سلامتك.
- اسالي طبيبك إن كان سيستخدم عقاقير الألم (مسكنات) في حالتك أم لا - فبعض الاطباء يتجنبون استخدام العقاقير اثناء الولادة الطبيعية التالية للثيصرية حتى لا تحجب مؤشرات انفجار وشيك للرحم .. بالرغم من أن معظم الدراسات فد اثبتت أنه من الآمن استخدام العقاقير الفوق جافية اثناء مثل هذه الولادة إن تمت مراقبة المخاض عن كثب.
- تأكدي من أن طبيبك سيكون معك بدءاً من بداية الطلق ( المخاض) وحتى الولادة - فالملاحظة عن قرب تحد من كم المخاطر التي من الممكن أن تتعرضي لها.
بالرغم من أن فرصك في خوض ولادة طبيعية آمنة جيدة - وخاصة عند أخذ الاحتياطات الضرورية - فإنه حتى المرأة التي لم تلد قيصرياً قط أمامها احتمال لأن تلد ولادة قيصرية بنسبة 20% - لذا فلا تصابي بالإحباط لو انتهى كل الجهد المضني الذي بذلته (أنت وطبيبك) بالولادة قيصرياً مرة أخرى .. فبالغم من كل شـئ - أهم ما يجب أن يعنيك هو اختيار أكثر طريقة ولادة أماناً لإيصال طفلك الرائع إلى الدنيا.
لا تشعري بالذنب ايضاً إن قررت في وقت مبكر من الحمل (بعد استشارة طبيبك) أن تلدي قيصرياً مرة أخرى دون محاولة تجربة الولادة الطبيعية - فثلث العمليات القيصرية يكون مكرراً والعديد منها في الحقيقة يكون بناء على طلب الأم - ومرة أخرى نذكر زائرة موقع بيتي بيديا العزيزة - بأنه يجب التركيز دائماً على الأفضل لك ولطفلك.