وصف رائحة اللافندر بالتفصيل
للخزامى تاريخ طويل وحافل كعطر .. من بين جميع مكونات العطور (النوتات العطرية) - ربما يكون الخزامى هو الأكثر شهرة لصفاته العطرية المهدئة للنفس - ان اللافندر علاج طبيعي قديم قد ثبت بالفعل أنه يخمد القلق ويعزز النوم - ولأكثر من ألف سنة - يعتبر الخزامى علاجًا للعديد من الأمراض - دعاها ابن سينا بـ "مكنسة للدماغ وسوط للقلب" !.
كانت العديد من الثقافات القديمة - مثل الإغريق والرومان - تقدر زهرة الخزامى لرائحتها - حتى أن قدماء المصريين استخدموها في طقوس تكريم الموتى .. وبالتالي - برائحته الفريدة وطبيعته الخالدة وتاريخه الغني - يعد اللافندر إضافة مثالية لأي مكتبة عطور.
ما هو الخزامى أو اللافندر؟
- موضوع رئيسي : الخزامى lavender
الخزامى (بالإنجليزية اللافندر lavender - وباللاتينية Lavandula) وله أسماء أخرى نذكر منها "اللاوندة" أو "الضرم" - وهو عضو مزهر في العائلة الشفوية Lamiaceae (فصيلة نباتية تتبع رتبة الشفويات من طائفة الثنائيات الفلقة - تضم حوالي 210 أجناس - من أشهر نباتاتها النعناع والخزامى والزعتر الإبري والزعتر النابلسي والريحان والمردكوش).
والخزامى نبته على شكل شجيرة تعيش في المناطق الجبلية - الموطن الأصلي للخزامى هو غرب حوض البحر الأبيض المتوسط وفرنسا - كما يوجد على نطاق واسع امتدادا من الطائف وحتى نهاية سلسلة جبال السروات جنوباً بالمملكة العربية السعودية - ويعتبر من النباتات المشهورة في تلك المناطق - وتقوم فرنسا بزراعته على نطاق واسع لاستخدامه في صناعة العطور - وهناك أنواعًا مختلفة من الخزامى تستخدم في صناعة العطور - والأنواع التي تُزرع أساسًا للعطر هي: اللافندر الإنجليزي - واللافندر الفرنسي واللافندر البرتغالي - واللافندر الهجين (المعروف أيضاً باسم اللافندين lavandin وهو خليط بين اللافندر الإنجليزي واللافندر البرتغالي).
عدد الأصناف الكلية للخزامى 39 نوع - والأصناف الأخرى بخلاف ما ذكرناه - لها رائحة قليلة أو معدومة على الإطلاق.
يتم إنتاج زيت اللافندر Lavandin Essential Oil عن طريق التقطير بالبخار - والزيت العطري المستخلص من نبتة الخزامى مهم من الناحية التجارية - خصوصاً انه يستعمل كثيراً في صناعة العطور - وبشكل اقل في صناعة الادوية أو المعالجة .. والرائحه اللطيفة العطرية توجد في الزهر وفي كل اجزاء النبتة أيضاً - لذلك الخزامى لا يباع فقط لأجل زيته العطر - بل يباع بشكل باقات خضراء تعطر الاجواء - كما يمكن استعمال باقة نبات اللافندر بالمشاركة مع معظم أنواع الزهور الأخرى بقصد التزين في مختلف المناسبات .. والسؤال الأهم في هذا الموضوع - كيف تبدو رائحة الخزامى؟
وصف رائحة اللافندر
يمكن وصف رائحة اللافندر إجمالاً على أنها رائحة عشبية كافورية منعشة مع وجود لمحات زهرية حلوة ومسحة خشبية في الخلفية .. كأنك تشم هواء قادم من جبل ثلجي مع ارضية تنبعث منها رائحة عشبية باردة ولمحة رائحة الأزهار ممزوجة برائحة أخشاب الأشجار - إنها رائحة تفتح أنفك ورئتك بنفاذية عالية تجعلك تشعر بالإنتعاش وأنك في جو نظيف للغاية به حلاوة زهرية في الخلفية تذكر باللمسة الحلوة البلسمية لعبير الشاور جيل أو بلسم الشعر.
نسبة مكونات رائحة اللافندر
- رائحة عشبية Herbal scent 32%
- رائحة زهرية (لينالول) Linalool scent 31%
- رائحة ثلجية (الكافور) iceBerg scent 29%
- رائحة خشبية Woody scent 9%
افتتاحية الرائحة تكون كافورية عشبية منعشة وقلب الرائحة يكون بلمسة زهرية جلوة قليلاً - تعلو هذه اللمسة الزهرية شيئاً فشيئاً لتتزن مع الرائحة الكافورية العشبية مع وجود مسحة خشبية في الخلفية - مع استمرار نبضات الافتتاحية بوتيرة أقل.
وهناك تفاوت بين درجات تباين أحد مكونات التوليفة السابقة - حسب نوع الخزامى وحسب طريقة معالجته لاستخراج الزيت العطري - الأمر الذي يجعل الرائحة تختلف من نوع لنوع .. فـ مثلاً هناك أنواع أكثر حدة وقليل من الحلاوة وهناك العكس.
يمكن أن يكون للخزامى أحيانًا رائحة حادة وشائكة - ومع ذلك - يمكن أن يختلف مدى هذه الحدة باختلاف الأنواع الفرعية للخزامى .. على سبيل المثال - يميل اللافندر الإنجليزي Lavandula angustifolia إلى أن يكون أكثر نعومة ورقة - بينما يحتوي اللافندر الفرنسي أو الإسباني Lavandula stoechas على رائحة أكثر حدة وأكثر جرأة.
تنوع الرائحة ليس لمجرد أن هناك الكثير من الأنواع المختلفة من اللافندر - بل لأن هناك المئات من الجزيئات المختلفة المسؤولة عن الرائحة الكلية - كل منها له رائحة مختلفة والتركيز النسبي يختلف داخل كل صنف من الخزامى بناءً على درجة الحرارة والرطوبة ومستويات الأشعة فوق البنفسجية ومعادن التربة التي نمت فيها النباتات الفردية - ثم تمت إضافة المزيد من التنوع في الرائحة لنفس النوع من خلال المدة التي تركت فيها الأزهار على النبات حتى تجف وكيف تمت معالجتها لتجفيفها أو استخراج الزيت بشكل أكبر خلال العملية.
إذن اللافندر هو في الحقيقة مجموعة من الروائح - توليفة - كما لو كان عطر خاص بذاته وله هرم عطري بداخله .. ولا تتوقع أن تكون رائحته زهرية كالتي أعتدت عليها في عبير الأزهار !.
عندما نفكر في روائح الأزهار - غالبًا ما نفترض نعومة معينة - رائحة ذات طابع أنثوي - حيث تشير كلمة "زهري" إلى رائحة رقيقة بها حلاوة تميل إلى طابع الرائحة الفاكهية السكرية (غير الفاكهة الحمضية) - وعادة سريعة الزوال - مثل أزهار الربيع المبكرة .. ومع ذلك - يتحدى الخزامى العديد هذه الفرضية !! على الرغم من أنه لا يزال اللافندر زهريًا - إلا أن رائحته قوية ونباتية بشكل مكثف - تكمن وراء حلاوته الزهرية نفحات خضراء متبلة وباردة والتي تجتمع لتضفي على اللافندر نوعًا ما من اللمحة الخشبية والعشبية .. رائحة اللافندر تعبر فعلا عن شخصية روائح عائلة السرخسيات (نباتات غير زهرية) رغم أن الخزامى ليس من هذه العائلة .. إنها رائحة ذات طابع ذكوري - جذابة !
إن وجود اللمحة الزهرية الزيتية خلف الرائحة الكافورية النفاذة - يذكرنا بالسمة المميزة لعبير الصابون والشامبو ذو الطابع البلسمي الدافئ الحلو رغم احتواءه على روائح منعشة وشعور منعش - وفي اللافندر - الرائحة الكافورية العشبية المتبلة دائما ما تؤثر على لزوجة الطابع البلسمي الدافئ بنبضات منعشة /باردة - بنفس الطريقة.
والرائحة الزهرية في زيت اللافندر سببها مادة اللينالول Linalool التي تميز رائحة اللافندر والبرجموت وغيرهم - يعطي للتوليفة رائحة زهرية بها حلاوة - من صنع الله البديع - حتى لا تغرق هذه النباتات والفواكه في الرائحة اللاذعة ! .. وعلى العكس - فإن الكافور كـ نوتة عطرية - تعتبر تابلية قوية - إما تستخدم لتضخيم بعض الروائح مثل رائحة الباتشولي أو لقطع فرط حلاوة بعض النوتات مثل مسك الروم أو الزهور الحلوة - لقد تعلمنا من بديع صنع الله كيف نتعامل مع صناعة العطور وتقدير نسب توليفة النوتات العطرية .. ومن الجدير بالذكر أن اللينالول يستخدم لإعطاء رائحة في 60% إلى 80% من منتجات التعقيم وعناصر التنظيف لإكسابهم الرائحة (ولإخفاء رائحة غير مستحبة) مثل : الصابون - المنظفات - الشامبو - اللوشن.
رائحة الكافور لها تأثير يشبه جزء مميز من رائحة النعناع - الذي يعطي الاحساس برائحة البرودة - ذلك التأثير بقتح الرئة والأنف ووجود هواء بارد بداخلها (ويمكنك التقاط رائحة الكافور في العديد من النباتات مثل إكليل الجبل والأوكاليبتوس والريحان وخشب القرانيا والمريمية واليارو والباتشولي) - إلا أن الكافور له تكوين إضافي يختلف به عن النعناع بل ويجعله مميز عن أي مكون أخر - فهو عشبي متبل (به حدة مثل الحدة المميزة لكثير من التوابل) وبارد كما ذكرنا - ويشبه جزئياً رائحة النفتالين (كرات النفتالين التي توضع بداخل الأقمشة لقتل العثة) .. والسبب وراء شم رائحة كافورية في زيت الخزامى هو مادة السينيول Cineole والتي تستخرج أيضاً من نبات الأوكاليبتوس - النعناع - إكليل الجبل - شجرة الشاي - المريميىة - الحكيم - الحبهان - بالإضافة طبعاً إلى الكافور - ولكن بنسب مختلفة - وهو المسؤول الأكبر عن رائحة زيت الأوكاليبتوس وكذلك يساهم بشكل كبير في رائحة الكافور المعروفة.
العطور التي تحتوي رائحة اللافندر
من العطور الرجالية التي تظهر فيها رائحة اللافندر :
- عطر بيور لافندر من أزارو Pure lavender by azzaro
- عطر باكو رابان بور هوم Paco Rabanne Pour Homme
- عطر اجوا لافندا من أنطونيو بويج Agua Lavanda by Antonio Puig
- عطر أمواج صن شاين الرجالي Amouage Sunshine Man
- عطر دارلي من دي مارلي Darley by Parfumes de Marly
- عطر كريستيانو رونالدو الأحمر CR7 Cristiano Ronaldo
- عطر دنهل فريش (دانهيل فريش) Dunhill Fresh by Alfred Dunhill (رائحة لافندر خافتة)
- عطر لانوي دي لوم اليكتريك من إف سان لوران YSL La Nuit Eau Electrique (رائحة لافندر ناعمة)