موضوع يتناول أسباب السمنة المتنوعة - هناك أسباب رئيسية لحدوث السمنة وعوامل أخرى تؤدي للسمنة مثل العوامل الوراثية وبعض الأدوية ومشاكل الغدد والهرمونات .. اقرأ الموضوع بعناية.
قد تتسائل في لحظة ما وتقول : لماذا أنا سمين؟! .. السمنة من الأمراض الشائعه نتيجه إما التغذيه الزائده Overnutrition في البالغين والأطفال أو تحدث نتيجه ضرر أو تلف في المراكز الغذائيه في المخ - وهي حالات نادرة أو مشاكل بالغدد.
وقبل أن نشرع في سرد تفاصيل كل سبب محتمل على حدة - يجب أولاً معرفة ما هي السمنة - أو متى نقول أن هذه الزيادة في الوزن تعتبر سمنة.
السمنة (البدانة) Obesity
لا تُعرَّف السمنة على أنها زيادة الوزن فقط - ولكن تعرف السمنه (البدانه) بأنها حالة تؤدي إلى زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة التخزين الزائد للدهون (النسيج الدهنى Adipose tissue) بدرجه تصل إلي 20% في حاله الذكور و 30% في حاله الإناث - بشرط على ألا تكون هذه الزيادة نتيجة زيادة في العضلات كالرياضيين أو تراكم المياة بالجسم كالتورم والإستسقاء أو ضخامة في الهيكل العظمى.
فـ وزنك من الممكن أن يزيد على الطبيعي - رغم أن نسبة دهون جسمك طبيعية - وهنا أنت لست سميناً - ولكن قد يكون لديك تضخم في عضلات جسمك كما هو حال الرياضيين (مثل رياضة كمال الأجسام) - أو قد تكون هناك زيادة في كمية الماء المتجمعة في جسمك مثل حالات ورم القدمين أو تجمع الماء في البطن (يسمى الاستسقاء) - وهذا ما يعرف بالسمنة الورمية الكاذبة.
الشخص البالغ الغير بدين يحتوى جسمه على ما يقرب من 25 إلى 30 بليون خلية دهنية - أما فى حالات السمنة المفرطة فقد يصل العدد إلى 260 بليون خلية - والخلية الدهنية فى الوزن الطبيعي تحتوى على 5. إلى 6. ميكروجرام دهن والحد البيولوجى الأعلى للخلية فى حالة السمنة ( البدانة) لا يزيد عن 1 ميكروجرام.
اذن متى يعتبر الفرد زائد الوزن ؟ من الصعب تحديد النقطة التي يعتبر عندها الجسم بديناً إلا أنه كقاعدة عامة يسمح بزيادة قدرها 10 - 15 % عن الوزن المثالي كحالة طبيعية - يعتبر الفرد عندها زائد الوزن Overweight... أما إذا تعدت الزيادة هذا الحد كأن تصل إلى 25% عن الوزن المثالي أو أكثر اعتبرت الحالة هنا حالة سمنة - يعتبر الفرد عندها شخصاً بديناً Obese.
إذا نظر إليك الناس وقالوا لك : إنك "تخين" أو "طول بعرض" أو "مكرش" أو "مليان" .. فهذه المصطلحات وإن كانت ليس مقاييس علمية لكنها مقاييس لا باس بها - كمؤشر / علامة - يُعبر بها عن أنك في مستوى من السمنة .. ولكن إذا اردت مقاييس علمية لقياس السمنة أو قياس زيادة الوزن - استخدم أياً من حاسباتنا التالية:-
أسباب السمنة الرئيسية
السبب الرئيسي لحدوث السمنة - ببساطة شديدة - هو تناول كميات كبيرة من الطعام - ذو السعرات الحرارية العالية - وذلك بقدر أكبر بكثير من احتياجاتك اليومية (إذا اردت معرفة احتياجاتك اليومية من السعرات حسب نشاطك اليومي : من هنا) .. ويوماً بعد يوم - وشهراً بعد شهر - وسنة بعد سنة يتراكم هذا الطعام الزائد على هيئة دهون ومن ثم تصاب بالسمنة.
ونوعية الطعام هنا لها دور مهم في إصابة الجسم بالسمنة - فالأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات (الكربوهيدرات) والدهون لها سعرات حرارية عالية (انظر : جدول السعرات الحرارية للأطعمة) - ولها القابلية للتخزين بسرعة على هيئة دهون داخل جسمك.
السبب الأخر - والذي يعد سبب رئيسي أيضاً لحدوث السمنة هو "الخمول" أو الكسل .. قلة الحركة - المكوث طويلاً أمام التلفاز أو الهاتف المحمول وما شابه !.
فأكثر من 65% من حالات السمنة وجد أنهم قليلو النشاط والحركة .. وهذا يفسر سر انتشار السمنة بشكل ملحوظ في المجتمعات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع - حيث يكثر استعمال السيارات والمصاعد الكهربائية في التحركات - ويكثر استعمال الغسالات والمكانس والأدوات الكهربائية داخل المنزل - إضافة لدخول الإنترنت المنازل وعلى أجهزة المحمول والذي حل محل التلفزيون - بل واصبح أكثر استحواذ على الشخص .. كل هذا حدَّ من نشاط وحركة الإنسان - لتكون النتيجة السمنة وزيادة الوزن.
هذان هما السببان الرئيسيان في حدوث السمنة .. وفيما يلي عوامل أخرى تساهم في أو متهمة بـ حدوث السمنة :-
السمنة لعوامل وراثية
يرى كثير من العلماء أن للوراثة دوراً في حدوث السمنة - وانتقالها من الأجداد والآباء إلى الأبناء .. ويرى البعض أن هناك خللاً ما يحدث في بعض الجينات الوراثية - هذا الخلل هو المسؤول عن حدوث السمنة لدى بعض الأشخاص.
أثـبتت بعض الدراسات - أنه إذا كان أحد الوالدين سميناً - فإن احتمالات السمنة عند الأبناء قد تصل إلى 40% .. أما إذا كان كلا الوالدين سميناً فإن احتمالات إنجاب أبناء سمان ترتفع لتصل إلى 80%.
أما إذا كان كلا الوالدين رشيقاً - فإن احتمالات إنجاب أبناء سمان لا تتجاوز 7% .. وهذا كله بناءاً على فكرة الوراثة - إنما حدوث السمنة نتيجة الأسباب الرئيسية التي ذكرناها في الأعلى - مازال قائم - بغض النظر إن كانت الآباء مصابة بالسمنة أم لا.
ماذا يرث الأبناء السمان من الأجداد والآباء؟
هناك عدة عوامل يرثها الأبناء من الآباء مثل :
- زيادة عدد الخلايا الدهنية على الطبيعي.
- مناطق توزيع الدهون في الجسم - كتوزيعها في الأرداف والبطن.
- قد يرث الأبناء السمان خللاً في التفاعلات الكيميائية التي ينتج عنها زيادة تراكم الدهون في الجسم.
- قد يرثون قلة القدرة على استهلاك الدهون أو تكسيرها.
- البعض يرث تغيرات في بعض الهرمونات بالجسم - مثل : الزيادة في إفراز هرمون الأنســولين - والذي يؤدي بدوره إلى تكوين وتراكم الدهون بالجسم.
- هناك أبناء يرثون الشراهة في تناول الطعام من الآباء.
- آخرون يرثون الخمول والكسل - قلة الحركة - من آبائهم.
مع ضرورة ملاحظة الأتي : أن الأبناء يرثون من الآباء والأجداد الاستعداد الوراثي للسمنة - ولكنهم لو حافظوا على تنظيم طعامهم من حيث الكم والكيف - وواظبوا على النشاط والحركة (أو الرياضة) - فهم في آمان من الإصابة بالسمنة.
الغدد والهرمونات وعلاقتها بالسمنة
الغدد والهرمونات .. المتهم المظلوم !
يلصق كثير من الناس تهمة الإصابة بالسمنة إلى الاضطرابات في الغدد والهرمونات .. وهذه التهمة غير صحيحة في أغلب الحالات - وإن كان للهرمونات والغدد دور في بعض حالات السمنة بالفعل - لكن أغلب الحالات يكون حكم جزافي .. فهؤلاء الناس يريدون الهروب من الواقع - حيث إن معظم حالات السمنة ناشئة عن كثرة تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية - وإلى الكسل وقلة الحركة.
ونحب أن نوضح : أن خلل الغدد واصطرابات الهرمونات لا يزيد دورها في إحداث السمنة على 5% من مجموع الأشخاص المصابين بالسمنة.
أهم الاضطرابات الهرمونية التي تسبب السمنة
زيادة إفراز هرمون الكورتيزون في الجسم من الغدة الكظرية (الغدة فوق الكلى) - مما يسبب مرضاً يعرف باسم مرض كوشينج .. ويتصف هذا المرض بتراكم الدهون في منطقة الوجه والرقبة - والجذع دون الأطراف.
نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية (غدة أعلى الرقبة) مما يؤدي إلى تراكم مواد مخاطية سكرية - واختزان الماء تحت الجلد والتقليل من استهلاك الدهون (قلة تكسير الدهون المخزنة بالجسم).
نقص إفراز هرمونات الغدة النخامية (تقع أسفل المخ) وهي غدة مسيطرة على معظم الغدد الصماء الأخرى.
أحياناً قد تصاب غدة الهيبوثلامس بالمخ بأمراض عضوية أو اضطرابات نفسية تؤدي إلى حدوث خلل في مركز الأكل - أو مركز الشبع الموجود بهذه الغدة - فتكون النتيجة زيادة الشهية لتناول الطعام في الغالب - وبالتالي حدوث السمنة.
ان حالات خلل الغدد واضطرابات الهرمونات هي حالات نادرة الحدوث ولا ينبغي اتهامها على طول الخط بأنها السبب وراء السمنة.
أدوية تسبب السمنة وزيادة الوزن
الكورتيزون
يستعمل عقار الكورتيزون بكثرة في الأمراض المناعية - والحساسية - التهاب الجلد - الربو - الروماتيزم .. ومعظم هذه الأمراض تتميز بأنها مزمنة - وتحتاج لفترات طويلة الأمد من العلاج بهذا العقار.
ومعروف عن الكورتيزون أنه يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة الوجه - الرقبة - الصدر - البطن - دون الأطراف .. بالإضافة إلى أن هذا العقار يؤدي إلى اختزان الماء والملح داخل الجسم وتحت الجلد مما يسبب زيادة في الوزن (سمنة كاذبة).
حبوب منع الحمل وزيادة الوزن والسمنة
- موضوع خاص : حبوب منع الحمل
نسبة كبيرة من أقراص منع الحمل تحتوي على هرموني الأستروجين والبروجيسترون ( يطلق عليها حبوب منع الحمل من النوع ثنائية الهرمون) - وهذان الهرمونان لهما دور في زيادة الوزن وظهور السمنة .. فهما يزيدان من اختزان الماء داخل الجسم وتحت الجلد - كما أن هرمون البروجيسترون يؤدي في العادة إلى زيادة الشهية لتناول الطعام.
الأدوية المضادة للحساسية وزيادة الوزن
بعض الأدوية المضادة للحساسية مثل الأفيل والتافجيل - ... وجد أنها تؤدي في بعض الأشخاص إلى تنشيط مركز الأكل في غدة الهيبوثلامس - فتزيد من الشهية والقابلية لتناول الطعام مما يؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن بعد فترة طويلة من العلاج.
وهذا ما دفع بعض مراكز علاج النحافة إلى استخدام هذه الأدوية كفاتح للشهية ولزيادة الوزن.
الأدوية المهدئة والمضادة للاكتئاب وزيادة الوزن
بعض الأدوية التي تستخدم في علاج الأمراض النفسية - مثل الفينوثيازين - وبعض الأدوية المهدئة مثل "التربتازول" و"الكالمبام" .. وجد أن استخدامها لفترة طويلة يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة - فبعضها ينبه مركز الأكل في المخ ويفتح الشهية - والبعض الآخر يقلل من استهلاك الطاقة وبالتالي تقليل تكسير الدهون المخزنة - لما يسببه من خمول وكسل.
دواء الأنسولين وزيادة الوزن والسمنة
وهو دواء يحتوي على هرمون الأنسولين الصناعي .. وهو الهرمون المعروف باستخدامه في علاج مرض السكر - وهذا الهرمون يعمل على تخزين الجلكوز في صورة نشا بالكبد والعضلات - وفي صورة دهون في الخلايا الدهنية .. ولذا نجد أنه بعد فترة من العلاج به يزداد الوزن وتزداد كميات الدهون المتراكمة بالجسم.
ولذا نجد أن بعض الأطباء يستخدم حقن الأنسولين أحياناً في علاج النحافة.
المشكلات النفسية وحدوث السمنة
الاضطرابات النفسية من قلق وتوتر - مع المشكلات العاطفية - قد تؤدي كلها غلى التأثير على الشهية لتناول الطعام - إما بالإيجاب أو السلب.
فلدى بعض الأشخاص قد تسبب المشكلات النفسية زيادة الشهية لتناول الطعام - هرباً من هذه المشكلات .. وقد يحدث العكس عند اشخاص آخرين.
ويعزو البعض هذا غلى أن الاضطرابات النفسية تكون مصحوبة ببعض التغيرات الكيميائية - وإفراز بعض المواد مثل مادة السيروتونين Serotonin .. هذه التغيرات وهذه المواد لها تأثير أيضاً على مركز الأكل ومركز الشبع بالمخ - بالتالي - تؤثر في الشهية لتناول الطعام سواء وقع التاثير على مركز الأكل ومن ثم الاقبال على تناول الطعام - أو وقع التأثير على مركز الشبع.
علاقة التدخين بالسمنة
يشكو كثير من الأشخاص المدخنين من قلة الشهية لتناول الطعام مع نقص ملحوظ في الوزن .. ويلاحظ أن نسبة كبيرة منهم يزداد وزنهم عقب الإقلاع عن السجائر والتدخين من 3 إلى 5 كجم في المتوسط - ويفسر الباحثون هذا بأن التوقف عن التدخين يؤدي إلى نقص مفاجئ في مادة النيكوتين في خلايا المخ - وهذا النقص يسبب نقصاً في غفراز مادة السيروتونين التي تلعب دوراً مهماً في التحكم في مركز الأكل والانفعالات في المخ .. مما ينتج عنه زيادة في الشهية لتناول الطعام - وخاصة السكريات - فيحدث زيادة في الوزن.